(المشهد السادس عشر)&(المشهد السابع عشر)&(المشهد الثامن عشر)

نهار- خارجي (الشارع أسفل منزل سحر)

زرع (سمير ) الشارع أسفل المنزل جيئة وذهاباً حائراً لا يدرى ماذا يفعل ..!! وعينيه معلقة على نافذة الدور العلوي, كان يقف بجواره صديق عمره (حسن), الذى جذبه من يده قائلاً:
-أنا نفسى أفهم أيه لزمة الوقفة دى..؟!! أنت عاوز تعمل أيه دلوقت..؟! ممكن أبوها أو أبوك ياخدو بالهم وتبقى مشكله ماحناش أدها..؟!
أجابه (سمير) بنظرات زائغة ووجه مهموم:
-لازم أكلمها..!! أنا مش هأصدق إلا إذا سمعت منها هيا..؟!عاوز أعرف أيه إللى خلاها تخون العهد إللى بينا وتعمل كده..؟!
تساءل (حسن) متعجباً:
-طيب تفتكر لو الموضوع طلع صحيح هتعمل أيه..؟!
احتقن وجهه من الانفعال وقال غاضبا:
-دا أنا كنت...
ثم صمت لبرهة مفكراً وقال في يأس:
-مش عارف..!!
فأمسك (حسن) بكتفيه مواسياً:
-يالا بينا يا سمير..بلاش تهور..!! تعالى نروح في أى مكان لحد ما تهدى ونفكر على رواقه..!!
مشى (سمير) معه منكسراً والدموع تكاد تفر من عينيه ..والتفت ينظر إلى النافذة مرة أخرى ,فجأة انتفض قائلاً:
-أهه..بتبص من الشباك..!!
رأت (سحر) (سمير) واقفاً أسفل المنزل فاعتراها الحزن والارتباك.إلا أنها مدت يدها لتغلق النافذة ببطء وهى تبكى بينما (سمير) قد جن جنونه وأخذ يحدث نفسه قائلاً:
-يبقى الخبر بحق وحقيق..؟!
جذبه (حسن ) بعيدا قائلاً في توسل:
-يالا يا سمير من هنا..ملهاش لزوم الوقفة..!!
صرخ (سمير) في هياج:
-لأ..!! لابد أنى أكلمها..مهما حصل..!!لازم أعرف السبب..؟!
وأندفع صاعداً إلى أعلى...

(المشهد السابع عشر)
نهار- داخلى (أمام باب شقة سحر)

..طرق(سمير) الباب بعنف..وبعد عدة لحظات فتحت (سحر) الباب..وقالت فزعة:
-سمير..!! أنت اتجننت..؟!أيه إللى جابك هنا..؟!!
اندفع (سمير) قائلاً بصوت عال:
-أنت بصحيح كتب كتابك الخميس الجاى..؟!
خرجت (سحر) مسرعة خارج الشقة ووضعت يدها على فم (سمير) في خوف قائلة:
-وطى صوتك ..بابا نايم جوا ..ليسمعك..!!وأمشى من هنا الساعه دى..!!
استشاط (سمير) غضباً, فجذبها من يدها وصعد بها إلى السطح ,بينما تحاول التملص من يده قائلة في غضب:
-سيب أيدى..!! أنت عاوز منى أيه..؟!

(المشهد الثامن عشر)

غروب - خارجى (سطح المنزل)

..أفلت (سمير) يدها, والتفت إليها والشرر يتطاير من عينيه - بينما كانت تتأوه - قائلاً :
-عاوز أعرف أيه إللى حصل..؟! وعملتى كده ليه..؟!
أجابته (سحر) في حزن:
-إللى حصل..هو القدر إللى مكتوب لنا من زمان..وإللى كتير حاولنا نتحداه..!! وطول عمره كان أقوى منا وبيضحك علينا ويتسلى بينا..!!
نظر إليها في ذهول قائلاً:
-لكن دا ماكانش كلامك قبل كده..؟! فين أحلامنا إللى بنيناها سوا..؟! وبيتنا الصغير إللى السعادة بترفرف حواليه..؟!وطباعنا وميولنا الواحده..!!أحنا زى التوائم المربوطين بحبل واحد..لنعيش سوا..لنموت سوا..!!
نظرت إلى بريق عينيه في أسى وقالت يائسة:
-لأ..!! فيه حل تانى..؟! أن واحد يضحى علشان التانى يعيش..!!وأنا بقولك حاول أنك تنسانى وتعيش..!!
ثم صمتت لبرهة وأردفت قائلة والدموع تترقرق في عينيها:
-لولا إن الانتحار حرام..!!ولولا خوفى أنى أسيئ لأبويا تانى..!! لكنت....
قاطعها (سمير) قائلاً:
-وليه كل ده..؟!وأيه يجبرنا إننا نجرى جوه المتاهة ونلعب بشروطها الصعبة وعقدها المحبوكه..؟!مانهرب من كل ده..!!ونحاول نشق طريقنا لوحدنا..!!ونعيش حياتنا زى ما أحنا عاوزين مره واحده فى عمرنا..!!
كفكفت (سحر) دموعها بيديها وقالت بإصرار:
-لأ..!! أنا مش عاوزه أكون انتصار..!!وما أقدرش أكون سعاد..!!
وتركته ومضت..بينما خبا ضوء الشمس.

يتبع