Admin Admin
عدد الرسائل : 171 العمر : 49 الموقع : Egypt تاريخ التسجيل : 15/01/2008
ماذا يحدث اللعب: 2
| موضوع: يوميات أسرة مصرية جداً الأحد 15 فبراير 2009 - 18:58 | |
| يوميات أسرة مصرية جداً الحلقـة الأولى: يـوم جديــد استيقظت الأم سعاد في إرهاق واضح قبل الشروق بربع ساعة.. جاهدت لتحاول إيقاظ جسدها المجهد واللحاق بصلاة الفجر قبل الشروق مشيت على أطراف أصابعها كي لا توقظ زوجها الذي صلى قبلها.. توضأت وصلت الفجر وجلست لحظات ثم قامت الى المطبخ كي تحضر طعام الغداء كي يكون جاهزا عند عودتها من عملها حد في الدنيا يصبح يقشر بصل؟ - تمتمت في سرها ووجهها الوردي المشرب بحمرة يزدادا احمرارا من تقشير البصل.. سارعت لوضع اللحم ليسلق وهي تدعو الله الا يكون الجزار كالعادة ضحك على زوجها وأعطاه لحم عجوز لا ينضج الا بعد 6سنوات سارعت بضرب الطماطم في الخلاط ومدت يدها لاخراج كيس من البسلة المخلوطة بالجزر الى أعدتها بالأمس وهي تشاهد المسلسل العربي وتغالب النوم نظرت الى الساعة وجدتها السادسة والربع.. حالا ستبدأ غارة ايقاظ الأولاد للذهاب الى المدرسة ************* مرت على غرفة ابنها خالد وجدته مستلقي على فراشه بالعرض والغطاء مكوم على الأرض والغرفة في حالة فوضى كأن قنبلة نووية مرت بها وتركت ابنها حي يرزق اصحي يا خالد يالاّ ح تتأخر عن المدرسة.. مش كل يوم تعذبني على ما تصحى وأخذت تلتقط الاكواب الملقاة حول جهاز الكومبيوتر والأطباق الملقاء فوق الكتب في سيريالية عجيبة وحاولت بصعوبة استخراج كتبه من بين الانقاض بلا جدوى اصحى يابني بلاش غلب على الصبح - رد عليها بصوت نائم متذمر؟: ياماما حرام عليكي انا نايم الساعة 3 سيبيني انام شوية ردت بصوت غاضب اهتز له جسدها البدين: انت غبت امبارح من المدرسة.. يالاّ علشان تروح ولا عاوز ابوك يعملها لنا حكاية؟ انت ناسي انك في تانية ثانوي؟ ثانوية عامة يابني !!! 5 دقايق والاقيك لبست هدومك وخرجت من غرفته حاملة كارثة متحركة من الاكواب والاطباق والاوراق وذهبت الى غرفة ابنتها الصغري ملك ذات الثماني سنوات وكالعادة صراخ وبكاء وادعاء انها مصابة بمغص رهيييييب وان فيل هندي مر على قدمها بالليل ولهذا لا تستطيع الذهاب الى المدرسة خرجت الام من غرفة ملك وهي تجري على المطبخ بعد ما شمت رائحة شياط البسلة.. وأخذت تهذي بكلمات ساخطة.. على الخلفة واللي بيخلفوها !!.. وانقذت البسلة بأعجوبة ووجدت اللحم.. كالعادة.. مازال أمامه ساعتين كي ينضج بعد ماامتص كل المرق ومازال كجلمود صخر هنا فاض كيلها وصرخت في كل النائمين: حرام عليكم انا ح ألاقيها من الطبيخ ولا من الشغل ولا من تنضيف البيت ولا من المدارس.. يالاّ كلكم تصحوا في دقيقة واحدة وكأن هذه الصرخة هي علامة الخطر بالنسبة لخالد وملك فقاموا على الفور من غرفهم.. وكالعادة المعركة اليومية على دخول الحمام التي انتهت بتسرب ملك كالزئبق من فتحة الحمام وتركته يتوعد لها عندما تخرج ******************** أعدت الأم الافطار ودخلت غرفتها كي ترتدي ملابسها على عجل لتلحق بعملها في موعدها.. فالأمر لا يحتمل شخطة من المدير ولا مقلب جديد من احدى الزميلات المخلصات استيقظ زوجها محمود على حركتها وهي ترتدي ملابسها ودون أن يفتح عينيه كي لا يطير النوم منهم قال لها بصوت متذمر: هو مفيش يوم الواحد يصحى من غير سارينة الانذار دي؟ كادت ترد عليه بعصبية ولكن لم تشأ ان تبدأ يومها بخناقة وجزت على أسنانها وهي تنظر للساعة في استغاثة: صباح الخير يامحمود الولاد ما بيصحوش الا بالطبل البلدي.. يالاّ أحسن ح تتأخر على شغلك انت كمان دفن رأسه تحت المخدة وهو يقول: لسه ح انام شوية كمان تمتمت في سرها: هم العيال جايبينه من برة؟.. وضبطت له المنبه ليوقظه بعد ربع ساعة كي لا تقوم غارة عند عودتها انها هي من تركته نائم وانها السبب في تأخيره اتمت ارتداء ملابسها وخرجت وجدت خالد وملك ارتدوا ملابس المدرسة ويتناولون الافطار.. وامسكت شعر ملك لتمشيطه وهي تأكل فاعترضت وقالت: ياماما كده الأكل ح ينزل في شعري فقالت لها في تعجب: ياستي اللماضة دي مش باشوفها الا في البيت وفي المدرسة بتسيبي البنات يضربوكي ليه؟ دافعت عن نفسها وقالت: لا ياماما محدش بيضربني ده انا اللي بأموّتهم من الضرب حتى اسألي خالد.. مش كده ياخالد؟ فأجاب على طريقة فؤاد المهندس: آه طبعا.. على يدي أنهت الأم الصراع المتوقع وقالت لخالد بطريقة آمرة: خالد.. توصّل أختك لحد باب المدرسة وما تسيبش ايديها مفهوم؟ ********************* همّت بالخروج ثم عادت لتتأكد انها أغلقت البوتاجاز ولم تترك الحنفية مفتوحة.. ثم مرت على غرفة ابنتها الكبرى سلمى وفتحتها بهدوء ووجدتها نائمة في هدوء تحتضن الوسادة وكأنها تحتضن صورة فارس الاحلام وبجوارها عدة كتب يبدو انها أمضت الليل في قراءتهم وأيقظتها بهدوء فاستيقظت وهي تبتسم لأمها وتقول: لها صباح الخير ياقمر فأشرق وجه الأم لأول مرة منذ استيقاظها وقالت لابنتها في حنان: صباح النور ياحبيبتي.. بصي.. كمّلي سوا اللحمة واعملي الرز قبل ما اخواتك ييجوا وما تنسيش تنضفي البيت كويس.. يالاّ كمّلي نومك ياحبيبتي فردت بصوت نصف نائم: حاضر ياماما.. ثم احتضنت وسادتها وأكملت أحلامها نظرت اليها الأم بحنان وهمست: ربنا يعدلهالك ياسلمى يابنتي يارب *****************
| |
|
Admin Admin
عدد الرسائل : 171 العمر : 49 الموقع : Egypt تاريخ التسجيل : 15/01/2008
ماذا يحدث اللعب: 2
| موضوع: رد: يوميات أسرة مصرية جداً الأحد 15 فبراير 2009 - 21:12 | |
| الحلقة الثانية: فضفضــة
دق المنبه بجوار سلمى معلنا العاشرة صباحا ومعلنا أيضا انتهاء الحلم الجميل الذي كانت تحلمه.. والذي تحلمه منذ سنوات مدت يدها لتسكت صوت المنبه المزعج وهي لا تزال مغمضة العينين وكأنها لا تريد ان تترك الحلم ابداً.. ثم قامت الى الحمام لتزيل آثار النوم عنها كي تبدأ رحلة الشقاء اليومي في تنظيف الدمار الشامل الذي يتركه اخوتها خلفهم دخلت المطبخ لتجد بقية طعام الغداء لم يُعدّ ومدفعية من الاطباق والحلل في انتظارها اعدت كوبا من الشاي وقطع من البسكويت لافطارها وأعادت فتح النار على اللحم كي تحدث المعجزة وينضج قبل وصول ثورة الجياع *************** أخذت تحدث نفسها: ياساتر يارب هي حركة طالبان كانت بايتة مع خالد في اوضته؟!.. بجد حرام كل يوم انظفها وأخليها تبرق وهمّ ساعتين زمن ويخليها كإن قطر امبابة عدى من جواها انا ايه اللي خلاني أسيب الشغل بس؟ مش كان احسن من وجع القلب ده؟ بس احسن ازاي؟ ده انا كنت باخد بالعافية 200 جنيه وباصرف اكتر منهم مواصلات ولبس وخلافه.. ده غير عدد ساعات الشغل اللي ممكن توصل من 9 صباحا لحد 6 مساءا وساعات اكتر لما يكون فيه جرد ولا حاجة.. لما بقيت زي لاجئي الصومال من الطاحونة اللي دايرة فيها ليل ونهار ده غير المضايقات اللي لازم تتعرض لها اي بنت وخصوصا لو كانت مش مرتبطة.. ياستي خلي البساط احمدي هو فيه حد سامعنا ما تقولي عانس خلاص ما بقتش أخاف من الكلمة دي من كتر ما حسّتها في عيون الناس.. يعني انا داخلة على 30 سنة دلوقتي.. أصحاب كتير لي اتجوّزوا وولادهم دخلوا المدرسة كمان وبيقولوا لي يا طنط سلمى!! يعني خلاص فاضل لك زلطة وتاخدي استمارة ستة ياجميل نظرتُ الى المرآة انظر الى ملامحي.. قد لا أكون جميلة بالمعنى المفهوم ولكن ملامحي متناسقة وشعري طويل.. يعني متوسطة الجمال زي الاف البنات وكمان اهلي حالتهم متوسطة يبقي العريس ح ييجي على ايه ياسمسمة؟ دلوقتي كل واحد بيحسبها بالورقة والقلم هي بنت مين وعندها كام وجميلة قد ايه؟ الا من رحم ربي يييييه انا تعبت من التفكير في الحدوتة دي.. يعني اللي اتجوزوا خدوا ايه؟ يالاّ بلا جواز لا وجع قلب ************************* أخذتْ تنظف حجرة ملك الصغيرة وهي تضحك على تعليقاتها المكتوبة بين طيات كراسات المدرسة: يارب المدرسة تتهدّ يوم الاتنين اللي جاي!!.. مش فاهمة حاجة خالص في الحساب ولا العربي!!.. الميس دي غلسة أووي وأنهت تنظيف الحجرة وجلست تستريح قليلا وهي تلملم الوان ملك وأوراقها ووجدت نفسها تلعب بالالوان وترسم وكأنها تنفس عن بخار مكتوم بصدرها لم يجد له طريقا الا على الورق رسمت بيت كبير على جدرانه قلوب وأشجار بلا حواجز او أسوار.. وبه رجل طويل القامة قوي البنيان حاد النظرات ولكن على شفتيه ابتسامة حنونة.. يمسك بيده ورود ونجوم ومفاتيح لغرف سرية مجهولة.. وخلفه باب صغير نصف مغلق يطل منه رأس طفل جميل وكأنه يختبأ من العالم ويحمل في عيونه جمال الضوء ورقة النسيم *************** أفاقت من أحلامها على صوت جرس الباب وهو يعلن وصول أول القادمين.. وكان خالد ايه اللي رجّعك بدري كده؟ - رد قائلاً: عادي.. هو لازم استنى الحصة الاخيرة والحوارات دي؟ هو نص جنيه للبواب والدنيا تبقى فلّ فصرخت سلمى: زوّغت يا فالح؟ والله لو بابا عرف ليقطم رقبتك رد بملل: خلاص بقى خليكي حلوة وبلاش تقوليله وانا ح آكل وانام على طول علشان أسهر أذاكر للصبح قالت: أمري لله بس استنى شوية على ما أجهّزلك الأكل.. ربنا يرحمني من الغلب ده يارب رد بتلقائية: ياستي ما احنا بقى لنا ميت سنة بندعي.. كبّري بقى ياسمسمة تكهربت سلمى من رده الجارح.. وان كانت سمعت مثله كثيرا في مجتمع لا يرحم الأنثى الا لو كان في احدى يديها صك اعتمادها كمخلوق من الدرجة الاولى.. ولكنها لم تبدي ألمها وردت بساطة: خليهم مية وواحد ياسيدي *******************
| |
|