انتهيت من ارتداء ملابسي.. و أنا أخفف الخطى.. حتى لا أوقظ حرمي المصون من نومها الهانيء.. فالساعة الآن السادسة والنصف صباحا ولا يزال أمامها ست ساعات من النوم اللذيذ
خانني الحذر فارتطمت قدمي.. أثناء لبس الجورب.. بالسرير فأصدرت صوتا خجولا ولكنه كان كافيا لإيقاظ ذلك البلبل النائم ليسمعني زقزقته المحببة: هو أنت ماتعرفش تلبس من غير ماتصحيني؟
قلت: آ آ آ ... أسف جدا غصب عني رجلي خبطت في السرير
هي: طيب ما تخرج تلبس بره
أنا: ألبس بره فين؟ في الشارع مثلا؟
هي: نعم.. إنت بتتريق عليّ؟
أنا: لأ لأ بس ألبس فين؟
هي: ما تلبس في الصالة إنت مش عارف إني نايمة الساعة ثلاثة وسهرانة بابنك طول الليل وسيادتك نايم بتشخر
قلت منهياً الحديث: طيب خلاص من بكره حلبس في الصالة
*******
وصلت إلى مكان عملي وجلست إلى مكتبي وأنا أتميّز من الغيظ.. بعد قليل وصل زميلي وألقى السلام فأجبته باقتضاب
سألني زميلي: خير مالك شكلك متضايق؟
أنا: أبدا مفيش
هو: إسمع.. أنا عندى ليك خبر حلو
أنا: يارب سترك ما انا عارف اخبارك
هو: عندي ليك عروسة
أنا: عروسة !!!! يا أخي أنا ناقص
هو: إسمع بس دي لقطه
أنا: طيب ما تتجوزها سعادتك
هو: لا دى أصلها مطلقة ولا تصلح لي.. انا لسه مادخلتش دنيا.. وهي مش عايزه منك حاجة
أنا: مش عايزة مني حاجة إزاي؟.. امال حتتجوزني علشان اعملها نوم العازب
هو: لا مش القصد.. دي ياسيدي عايزة تتجوز بنظام المسيار
أنا: آآآآآآه انا سمعت عن الموضوع ده لكن ده حقيقي؟
هو: ايوه حقيقي ما انا بقولك أهو
أنا: انت بتتكلم بجد؟
هو: ايوه دى جارة والدتي
تساءلت: يعني معديه الثمانين؟
أجابني: لا لا اصبر بس دى صغيره يدوب اربعين
قلت: اكبر مني يعني، لكن انا اصلا حتجوز ليه ما انا متنيّل متجوّز
رد: لا يا ريس دا انت حتبقى ديك البرابر
أنا: ديك !!!! إيه تشبيهات الفرارجية دي؟
هو: لا لا انا قصدي انك حتكون آخر دلع
قلت منهياً الحديث: والله الواحد يفكر
بدأت أفكر.. و أفكر.. إنه عرض يستحق التفكير فعلا
فلأخذ وقتي قليلا
*******
في المساء كنت جالسا اتصفح الجريدة بينما تشاهد حمامة السلام المذبوح مسلسلا الى جواري
اخذت اقلّب فكرة الزواج في عقلي، ما تأثير ذلك الزواج على البيت والاطفال؟.. ستكون صدمة كبيرة، كيف ستكون صورتي امام الاهل والاقارب؟، كيف سأواجه كل تلك العواصف؟
ولكن ما الداعي لان يعرف احد بذلك.. سيقتصر الامر على زيارة او زيارتين كل اسبوع، من الممكن ان اخفي الامر تماما، وحتى لو علمت الحمامة بالموضوع فستكون احرص الناس على الا يعلم به مخلوق حتى لا تشمت الأعادي.. وما اكثرهم
لماذا احرم نفسي من كل راحة؟ اليس من حقي ان اجدد حياتي واعيش سعادة مفتقده؟
آآآآه.. ما أجمل مثل هذا الزواج بدون تحمل اي مسئولية
سرح بي الخيال واخذت ارسم تفاصيل تلك الاوقات الجميلة التى ساقضيها مع شهرزادي الجميلة
اصل الى منزلها فى الموعد المضروب.. بالتأكيد لن تتصل بي على الموبايل وانا على بعد 100 متر لتطلب مني احضار رنجة وحفاظات وصابون
سأدخل الى ذلك المنزل الشاعري لاجد الهواء مشبعا بعطر انثوي جميل واضاءة من الشموع الخافتة بينما شهرزاد تقبل فى قميص وردي رائع لتصب فى أذني همسات الحب والشوق الى اللقاء
نجلس لتناول اجمل الطعام.. الذى لم اقض نصف عمرى فى جمعه من الاسواق.. فتضع شهرزاد حبات الفاكهة باصابعها اللدنة في فمي مباشرة ثم تسحبني بغنج ودلال الى غرفة النـو
......
إنت يا أخيناااااااااااااا -
انتفضت كمن صُفعت قفاه على حين غرّه وانا ابسمل مرتعبا.. وقلت وقلبي يدق بعنف من الهلع: في إيه بتصرخي ليه كده يا ست انتي؟
قالت: عمّاله اكلمك وانت سرحان ومش حاسس، سرحان في ايه ان شاء الله؟
قال ذلك وهي ترفع حاجبا يضارع قوس النصر شموخا
رددت متلعثما: لا مفيش
هي: مفيش؟ امال لو فيه كان حصل ايه؟
أنا: طيب سعادتك عايزه ايه بالضبط؟
هي: ابداً.. عايزه سعادتك تقول حتاكلوا ايه بكره
اللهم لا حول ولاقوة الا بك
رددت قائلاً: اي حاجة تعمليها
هي: لا ياسيدي ما تقليش اي حاجة، قول عايزين تاكلوا ايه علشان الخدامة.. لفظ تطلقه على نفسها من باب اذلالي.. تعملهولكم
أنا: خلاص رز واي خضار مع لحمة
هي: طيب قوم فك الستائر
ما انكدك ياامرأة
تساءلت: ستائر إيه؟
أجابتني: ستائر الجيران.. بتهكم بغيض.. حتكون ستائر ايه؟.. ستائر الشقة علشان توديهم يتغسلوا ولاّ عايز امك اما تيجي يوم الجمعة تقول عليّ مش نظيفة؟
أنا: الستائر نظيفة وزى الفل احنا مش لسه غاسلينهم من شهرين
هي: شهرين؟؟؟ طبعا هو انت داري بحاجة، لا ده كان من ست شهور وانا من شهرين عماله اقولك تفكهم وانت كل يوم ليك حجة
لا فائدة من هذا النقاش لأنهين تلك المهمة طلبا للرحمة
آآآآآه.. اكيد لن أفك أي ستائر في منزل شهرزاد
احضرت السلم وتعلقت على الجدران كسعدان فار من ملاحقة حراس جبلاية القرود.. و خيالات لقاءات شهرزاد تطوف بخيالي
تعلق طرف بنطال بيجامتي الساقط دوما من وسطي بتاثير اتساع رباطه بطرف حديدة السلم
يا ساتر.. طاخ بوم تيشششششش
تكومت على الارض والسلم فوقي وبقايا فازة ورد سقطت فوقها تتناثر حولي
قمت وعظامي تصرخ بالالم بينما اقبل العصفور مرفرفاً مغرداً: يا لهوي.. الفازة الغالية اللي حيلتنا اتكسرت
صرختْ: فازة ايه مش تتطمّني عليّا الاول
قالت: اطمن عليك!!! ما انت واقف زي الحصان.. هو انت بيجرالك حاجة
قلت: مش ممكن اكون اتكسرت من الوقعة؟
قالت: الفازة اللي اختي جايباها لينا من بره هيّ اللى اتكسرت
ويحك يا أمرأة
لأعجلنّ لك العقوبة ولأحرقنّ قلبك
لأتزوجن مسياراً او مقعاداً، نعم لأتزوجنّ ثم لأتزوجنّ ثم
..لأتزوجنّ