عدت إلى منزلنا العامر ذات مساء حار لأجد زوجتي تستقبلني بابتسامة عريضة وترحاب مبالغ فيه
اللهم الطف بنا يا مولانا في ما جرت به المقادير
فخبرة السنون علمتني أنه عندما أرى ابتسامتها الحنون فهذا يعنى أن وراء الأكمة ما وراءها
سارعت إلى الدخول إلى غرفتي فوجدتها تتبعني مسرعة وقالت وابتسامتها تتسع باطراد: حبيبي مش أنت بتحب تشوفني دائما جميلة؟
قلت: أكيد طبعا
قالت: طيب مش أنا لازم أحافظ على رشاقتي
قلت: أنتِ رشيقة والحمد لله
قالت: لا أنا وزني زايد 5 كيلو
قلت: من الذي قال لكِ ذلك؟
قالت: اليوم قرأت موضوع فى مجلة سيدتي عن الرشاقة وبه الأوزان المثالية المناسبة لكل طول ووجدت أنني أزيد 5 كيلو
قلت: ولكن هذه مقاييس متوسطة و تختلف من شخص لأخر
قالت: لا لقد قررت أن أنقص وزني باستخدام أحدث وسيلة لتخفيف الوزن
سألتها بنفاذ صبر: وما هى هذه الوسيلة؟
أجابت: جهاز حمام البخار المنزلي
تساءلت: حمام بخار منزلي؟
قالت بثقة: أيوه.. أسرع وسيله للرشاقة لازم نشتريه النهارده
تمتمت: ولكن
...........
*******
في اليوم التالي قضيت الوقت منذ عودتي من العمل وحتى منتصف الليل فى تركيب ذلك الجهاز العجيب الذي اشترته زوجتي المصون والمكون من كيس يشبه الجوالات البلاستيكية السميكة وموصول به منظم للحرارة وكثافة البخار
ما أن انتهيت من ذلك حتى قفزت زوجتي إلى داخله وأغلقت الكيس فلم يعد يظهر منها سوى رأسها فقط
قضيت أياما ممتعة و أحسست بحرية تامة فزوجتي تقضي وقتا طويلا داخل الكيس وتصيح من فترة لأخرى طالبة كوبا من الماء فيحضره أحد الأولاد ويضعه على فمها لتشرب
وكانت أسعد لحظاتي عندما أغافلها وأحرك مؤشر التحكم فى الحرارة إلى أقصى درجة لأسمعها بعد دقائق تصرخ بان الحرارة عالية وتطلب تخفيضها قليلا
*******
بعد أسبوع..
عدت من عملي لأجد زوجتي تستقبلني بابتسامة عذبة
اللهم لطفك
قبل أن أخطو خطوة واحدة همست.. تصوروا.. قائلة: ماما عندنا
المصائب لا تأتي فرادا
كان ردي: أه.. أهلا وسهلا
قالت: تعالى سلّم عليها
دخلت الصالة لأفاجأ بمنظر مرعب
كانت حماتي.. ذات المائة وسبعة عشر كيلو داخل كيس البخار !!!!!! وابتسامة شيطانية تعلو وجهها الحبيب إلى قلبي
عجزت عن النطق ودخلت غرفتي ولحقت بي زوجتي وبمجرد أن شاهدتها صرخت: ماذا تفعل أمك داخل حمام البخار؟
أجابت: أصل أنا حكيت لها عنه في التليفون فقالت أجي أقعد عندكم شوية لحد ما أخس
هتفت: يا نهاركم إسود إنتي وهيّه.. ودي حتخس بعد أد إيه إن شاء الله؟
قالت: أصبر بس كلها كام يوم وتزهق
*******
بعد شهرين..
لا تزال حماتي تقضى اليوم بطوله فى حمام البخار الذي جعلناه فى وسط حجرة المعيشة لتتفرج على التلفزيون، وحولها نجلس جميعا ونتناوب وضع حبات اللب السوبر والفول السوداني الاسواني الذي تعشقه فى فمها
*******
بعد شهر..
عدت لأجد زوجتي تبكي.. فقد كشف الميزان زيادة وزنها سبعة كيلو بفعل مشاركتها لامها في تناول اللب والفول السوداني
*******
بعد شهر أخر..
انتهت المأساة نهاية سعيدة جدا
اضطررنا لقص الكيس البخاري بالمقص من حول جسد حماتي لان الفتحة أصبحت ضيقة ولم تستطع الخروج منها بعد أن وصل وزنها الى مائة وخمسون كيلو فقط لا غير