كنت قد دخلت تحت بطانيتى منذ خمس دقائق فى تلك الليلة الباردة، عندما دخلت زوجتى إلى الغرفة وبصوت رقيق جدا قالت: انت نمت؟
اللهم اجعله خير.. لم أجاوب وتناومت
ربتت على كتفى بخفة وقالت: انت نايم
لا إجابة من جانبى
…..
هزتنى بعنف: لحقت تنام؟
تمسكت بموقفى ولم أرد
ضربه عنيفة بركبتها فى الفقرات القطنية أسفل الظهر، انتفضت أطرافى الأربعة وتكومت جالسا من شدة الألم
أنا: ما هذا يا امرأة
هي: آسفة لم أقصد
قلت وأنا أحاول العودة للنوم: أسفك مقبول تصبحين على خير
هي: انتظر هناك موضوع مهم أريد أن أكلمك فيه
أنا: الآن!!؟؟
هي: موضوع مستعجل جدا
أنا: خير؟
هي: تعرفت على ساكنة جديدة أثناء صلاة التراويح أسمها أم صلاح
ربنا أفرغ علينا صبرا
أنا: يعنى هى أم صلاح الدين الأيوبى علشان تصحينى من أحلى نومه لتبشرينى بتعرفك عليها؟
هي: بعد الصلاة جلست معى أنا وكل الجارات وعرفنا أن زوجها مدير شركة هيفاء لمستحضرات التجميل
اللهم طولك ياروح
استمرت في الكلام: اليوم تجمعنا كلنا عند أم سالم وجابت لنا كتالوجات مستحضرات تجميل هيفاء روعه روعه روعه
هذا هو الموضوع المهم
مازالت تستمر في الكلام: طبعا مهم لما تعرف أنها عرضت علينا 40% خصم من الأسعار وكل واحدة من الجارات اختارت ما تريد وأنا اخترت بعض الأشياء البسيطة وأريد منك 600 ملطوش لأنها ستأخذ المبلغ غدا صباحا عندما تحضر ما طلبته
طار النوم من عينى تماما وأحسست بالدماء تغلى فى عروقى وصرخت: 600 ملطوش.. ليه؟
هي: سعرها فى السوق 1000 ملطوش ، وبعدين أنا أشتريهم علشانك ومش عجبك
أنا: طيب افتحى الدولاب وخذيهم وخلينى أنام
*******
عدت من عملى فى اليوم التالى وبمجرد أن فتحت الباب حتى جرى الى الابناء وهم يتصايحون فى فرح
بابا بابا تعال شوف ماما عامله إيه
سحبنى الأولاد إلى المطبخ
يا للبشاعة
كانت زوجتى تجلس على الأرض مفترشة أوراق الجرائد وأمامها علب كثيرة مفتوحة وأدوات غريبة، وقد أدخلت بعض التعديلات البسيطة على شكلها
كان لون شعرها أحمر كأنه شعلة من اللهب المتناثر
أما وجهها فقد كان مغطى بمادة تبدو لزجة وذات لون أخضر فاتح، وكانت شفتيها شديدة الزرقة ويديها يتقاطر منها مادة بنفسجية اللون
هل تمارس زوجتى السحر الأسود؟.. أم تستعد لدورها فى فيلم رعب أمريكى؟
استجمعت الباقى من شجاعتى وقلت: ما هذا؟
ردت وقالت: أم صلاح الله يبارك لها جابت اللى طلبته
أنا: وانتى اللى طلبتى لون الصبغة ده
هي: أيوه أخر موضة أحمر نارى لون شعر جوليا روبرتس
أنا: نار تحش رقبتك أنت وأم صلاح وجوليا.. وايه اللى على وشك ده؟
هي: قناع الكيوى
أنا: كيوى!؟
هي: أيوه قناع الكيوى السر فى شباب بشرة النجمة بروك شيلدز
أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق
هي: وايه رأيك فى لون عيونى الجديد
دققت النظر فى عينيها وقاومت الرغبه فى الانفجار فى الضحك الهستيرى
أنا: إيه ده؟ انتى لابسه عدسات؟
هي: أيوه
أنا: لابسه عدسة خضراء والثانية زرقاء!!؟؟
هي: أيوه دى أحدث صيحة ولون الجفن يكون عكس لون العين يعنى العين الزرقاء يكون جفنها أخضر والعين الخضراء يكون جفنها أزرق علشان تجانس الألوان
خرجت وأنا أضرب كفا بكف سائلا الله أن يأجرنى فى مصيبتى
*******
فى المساء خرجت لقضاء بعض المصالح عندما رن الموبايل
أنا: الو
هي: الحقنى... مع بكاء و عويل
أنا: خير حصل إيه؟
هي: وشى مولع نار وشعرى بيقع الله يخرب بيتك يا أم صلاح
عدت إلى المنزل مسرعا.. كانت زوجتى تبكى بحرقه وقد انتفخ وجهها وامتلأ ببقع حمراء
كانت مستعدة فخرجنا بأقصى سرعة لأقرب مستشفى، هبطنا السلم مسرعين وفوجئت بأن جميع جيرانى وزوجاتهم يهرولون على السلالم
ركبت السيارة وانطلقت بسرعة باتجاه المستشفى وفوجئت مرة أخرى بأن سيارات الجيران تسابقنى
إذن هى حماقة زوجات جماعية
*******
فى مكتب استقبال المستشفى تدافعنا للحجز لدى طبيبة الأمراض الجلدية وتجمع الأزواج فى انتظار خروج الزوجات
تجمعنا بعد ساعتين فى الصيدلية حيث كنت أشترى أدوية قيمتها 800 ملطوش لعلاج أثار المستحضرات المغشوشة ذات الـ 600 ملطوش
خرجت من الصيدلية إلى السيارة وقدتها باتجاه المنزل، وقفت فى أحد الإشارات فوجدت زوجتى تصرخ: هذه هى أم صلاح فى السيارة التى بجوارنا لقد شاهدتها تركب هذه السيارة وهى خارجة من المسجد
قفزت من سيارتى وسددت لكمة صادقة الى وجه أبو صلاح بقوة 1400 ملطوش
*******
حكم عليّ القاضى بدفع تعويض 3000 ملطوش للسيد عباس أبو طاقية سائق شركة سلامتكم للمنتجات السمكية
لقد كانت سيارة المسكين الى جانبنا من الناحية اليسرى بينما كانت السيارة التى تقصدها زوجتى من الناحية اليمنى