تعتمد سياسة الزوجات فى التعامل مع أزواجهن على خطين رئيسيين
الأول: استغلال احتياجات الزوج لها لفرض شروطها وحرق دمه وأعصابه إلى أقصى درجة ممكنة
أقصد الدرجة التى تستطيعها الزوجة وليس من ناحية تحمل الزوج فهذه لا حدود لها
الثانى: تذكير الزوج ليلا ونهارا وبعدل مره كل 7 دقائق بكم التضحيات المهول التى تقدمه له ولأولاده.. الضمير عائد على الزوج فقط لأن أثناء موشحات الذل اليومية يكون الأولاد هم أولاد الرجل فقط
وقد شاء الله تعالى أن أتعرض لذلك وإليكم القصة
*******
أخبرتُ زوجتى العزيزة أننى سأدعو والدى ووالدتى للإفطار ثالث أيام رمضان حين يعودا من العمرة المباركة وسوف أدعو أيضا أخواتى الثلاث
نظرت إلى نظرة متفحصة
أعرف هذه النظرة تماما، إنها نظرة ذلك الأفريقى الجائع منذ سبع سنوات عندما يرى مكونات البوفيه المفتوح فى مطعم باريسى
فخلال الأيام القادمة وحتى موعد ذلك الإفطار المبارك سوف أكون أطوع لها من بنانها وسوف أقوم بتنفيذ كل ما تطلب بحذافيره دون قيد أو شرط كما سأكون متحملا لجميع مفردات الكلمات المنتقاة التى تخترق الجسد كالسهام المشتعلة راسما ابتسامة راضية ودود مطالبا بالمزيد من هذه الهبات السخية
راجع الخط الأول أعلاه
هي: يعنى باقى يومين فقط لماذا تفاجئنى هكذا؟
أنا: الموضوع كله 5 أفراد فقط ومعروف أننى أدعوهم كل عام
هي: خمس أفراد فقط!! وهل نسيت نفسك أنت وأولادك أو انتم ستتفرجون عليهم فقط
أنا: أ….أ….أ
هي: اعمل حسابك لن أذاكر لأولادك
راجع الخط الثانى
أنا: خلاص أنا مسئول عن مذاكرتهم
هي: طبعا الأن تذاكر لهم من أجل أمك وأبوك.. لكن عندما أطلب أنا ذلك تتهرب
أنا: أنا!!؟؟
هي: المهم.. وماذا تريدنى أن أطبخ لأمك وأبوك؟
أنا: كل أكلك جميل أى شئ من يديك يكون روعه
هي: أنا لن أفكر فى الأصناف أيضا فكر أنت أليسوا أمك وأبوك
أنا: خلاص أرز بالخلطة وكباب حله وبط وصينية كوسا بالباشاميل وباقى الأشياء المعتادة فى كل إفطار
هي: يعنى أنت مرتب كل شئ من أجل أمك وأبوك
ابتسامة بلهاء.. منى طبعا
*******
فى اليوم الثانى من رمضان اتصلت بى فى العمل
أنا: الو
هي: اسمع أحضر إفطار جاهز اليوم أنا مشغولة بتحضير إفطار الغد لأمك وأبوك
أنا: حاضر الله يعينك ويقويكي
هي: الدعاء فقط فى عزومة أمك وأبوك
أنا: أ...أ
(تيت تيت تيت)
أقفلت الخط
*******
عدت إلى المنزل وجدتها تركض وراء الأطفال ممسكة المغرفة الطويلة فى يدها والأطفال يصرخون ويبكون
أنا: السلام عليكم
هي: تعالى شوف حل مع أولادك أنا ورايا عزومة أمك وأبوك بكره
أنا: خير إن شاء الله؟
هي: ومن فين الخير أنا كنت ناقصة عزومة أمك وأبوك فى وسط الامتحانات
ابنتى فى كي جي وان وابنى فى أولى ابتدائى والثالث عمره 3 سنوات
أنا: ولا يهمك أنا سأذاكر لهم
هي: طبعا حتى مغادرة أمك وأبوك للمنزل ثم تعود ريما لعادتها القديمة
(ابتسامة بلهاء)
*******
تناولنا طعام الأفطار الذى جلبته من المطعم
ودخلت إلى الغرفة لأستريح قليلا قبل التراويح
دخلت ورائى والمغرفة فى يدها
هي: ماذا تفعل؟
أنا: سأرتاح قليلا
هي: وهل سينتظرك الأولاد بدون مذاكرة؟.. إذا لم تكن تريد أن تذاكر لهم فقم أطبخ أنت لأمك وأبوك
أنا: حسنا سأذاكر لهم
ناديت الأطفال وبدأت أذاكر لهما بهدوء وسط سعادة بالغة منهما
طوال الليلة وزوجتى مقيمة بالمطبخ حاملة المغرفة فى يدها وبدون أى سبب تطلق صرخات متقطعة كزعيم هندى يحضر حفل سلق بعض أعداءه
خرجت من المطبخ صارخة: لماذا لا ترتبون الصالة أليست هى المكان الذى سيجلس فيه أمك وأبوك
أنا: ولكنهم سيحضرون غدا
فصرخت بصوت يسمعه سكان المريخ: وهل لا نرتب المنزل إلا لتشريف أمك وأبوك
القاعدة الذهبية التى لابد أن أتذكرها عندما أهم بالرد على صراخها هى
الزوج المهذب لا يصدر أصواتا عالية أثناء مناقشة زوجته ، أما الزوج العاقل فلا يصدر أى صوت
قمنا أنا والأولاد بالترتيب ولكن بالطبع لا شئ يعجبها فتخرج من المطبخ كل 5 دقائق لتصرخ
هل هذا مكان الكرسى الصغير يا أخى ضع المفرش مكانه ولا أنت تريد تضحك علينا أمك وأبوك
*******
فى اليوم الموعود
اتصلت بى فى العمل الساعة 12
أنا: الو
هي: الحقنى
أنا: خير؟
هي: لا يوجد لدى زيت قلى أحضر لى زيت قلي حالا
أنا: دلوقتي؟
هي: خلاص على راحتك بلاش عموما هما أمك وأبوك
(تيت تيت تيت)
*******
دخلت إلى مديرى مرتبكا
عفوا اريد إذن لمدة نصف ساعة
هو: خير؟
أنا: ظرف طارئ جدا
هو: ربنا معاك
قفزت فى سيارتى وانطلقت بأسرع ما يمكن اشتريت الزيت وأوصلته الى البيت وسمعت التعليق التالى
ما شاء الله لو كان أحد الأولاد سُخن وطلبت منك تستأذن كنت رفضت لكن الآن تستأذن بسرعة الصاروخ طبعا من أجل أمك وأبوك
*******
عدت الى العمل وعند الساعه الواحده رن التليفون
أنا: آلو
هي: إلحقنى
أنا: خير؟
هي: الأنبوبة خلصت
أنا: أليس لدينا أنبوبتين؟
هي: الثانية فاضية كمان
أنا: ولماذا لم تطلبى منى أن أغيرها فورا؟
هي: أنا طول النهار أطبخ وأغسل لك أنت وأولادك وأرتب البيت وراكم وكل هذا لا يعجبك.. خلاص براحتك خذ أمك وأبوك وأكلهم فى مطعم وريحنى وريح نفسك
(تيت تيت تيت)
*******
دخلت إلى مكتب مديرى ولكن لم أجده فخرجت متلصصا
ذهبت إلى البيت والتقطت الأنبوبة بسرعة وانطلقت بالسيارة إلى محل الأنابيب
كان الازدحام حوله شديدا ركنت السيارة وحملت الأنبوبة على كتفى وجريت إلى داخل المحل بسرعة، اصطدمت بشخص وعندما فتحت فمى للاحتجاج وجدته مديرى يحمل انبوبته
عدت إلى البيت وركبت لها الأنبوبة وعدت إلى عملى
على مائدة الإفطار كان الطعام رائعا وأخذ الجميع فى مدح زوجتى، أما أنا فلا أحد يلقى إلى بالا كالمعتاد
*******
انصرف الضيوف أخيرا
.......و
أستأذن القراء الكرام ففى هذه اللحظة بالضبط خرجت زوجتى بصحبة الأولاد لزيارة جارتنا
وهى فرصة نادرة جدا لكى أمارس حريتى و
وأنخرط فى البكاء....