قــالت ســارة:
أخذت أجري في الشقة كالهاربة من حكم قضائي وانا أحاول جاهدة ان أنهي تنظيف الشقة وتجهيز الغداء وتغيير ملا بسي ومفروض كمان اتزين وأقابله بابتسامة كبيرة
طيب بجد ازاي وامتى؟
ازاي تجتمع رواقة شهرزاد مع واحدة بتشتغل 8 ساعات ويتحرق دمها بمعدل كل ربع ساعة وبترجع بيتها محشورة في المواصلات زي قفص الطماطم؟ طيب هو كمان ذنبه ايه يرجع يلاقيني مكشرة وتعبانة ومتوترة ؟ ماهي أكيد ح تقلب بخناقة.. طيب اعمل ايه ياربي ؟
خلاص يبقي الاهم فالمهم.. انا أهم حاجة أعملها دلوقتي اني أغيّر هدومي العجيبة دي والبس طقم جميل بسرعة وأضع ماكياج خفيف واي حاجة تانية تتأجّل
كانت دايما والدتي تقولي ان الرجل لا يحب ان يضيع الاوقات الجميلة !!! يعني لو دخل البيت ولاقاكي عاملة وليمة طعام رهيبة موت.. بس شعرك مضروب في الخلاّط وريحتك بصل وهدومك مبقّعة ومش طايقة حد يكلمك غالبا حيتصل بالبوليس او يطفش من سكات !!! لكن لو جه ولاقاكي زي القمر ومشتاقة ليه والاكل يا حبيبي النهاردة فول وبيض حيبقي على قلبه زي العسل
خلاص ح أجرب واشوف
وبالفعل هدّيت نفسي تماما ووضعت الاكل في الفرن كي يسخن وعملت الارز سريعا وشربت كوب شاي بمنتهي الرواقة ولااااااا كأن في حااااجة خااااالص ثم دخلت الحمام وأخذت شاور سريع وارتديت طقم رائع ووضعت ماكياج وتعطرت وبدأت في ترتيب المنزل
و بعد 5 دقائق جاء عمر وكنت لا ازال أزيل اثار الفطار المتين !!! ولم افعل شيء اخر
دخل عمر فجريت عليه واحتضنته وقلت له: وحشتني يا حبيبي
فرد عليّ وقد سرّ من استقبالى الدافيء: وانتي كمان يا حبيبتي.. ايه الجمال ده معقول انتي راجعة من الشغل من شوية؟.. اوعى تكون زوغت يا جميل
أنا: لا ما زوغتش بس انا زعلانة منك ما تكلمنيش لو سمحت
عمر: ليه بس عملت ايه ؟
رديت عليه بدلال: كده تبعت لي رسالة واحدة وما تكلمنيش غير مرتين بس؟؟ لا يا سيدي انا ما ينفعنيش القسوة دي
فرد بسعادة من كلامي ولهفتي عليه: والله لو عليّ ما كنت نزلت من البيت وسيبتك.. ده انتي وحشتيني جدا.. ايه ده.. هو لسه الفطار مكانه.. معقول ؟
برطمت في سري: و هوّ يعني انا اللي فطرت وسبته؟!!.. يعني الفليبينية اللي هيّ انا ح تقطع نفسها ؟ وكدت أرد بعصبية ولكني وجدت انها ح تقلب بغم فرددت بدلال: ما حبيبي هو اللي فطر وسابه والله انا كنت لسه ح أشيله ليك بس علشان ما اتعبكش خاااااااااالص
عمر: هو صحيح انا متعود اني ما أعملش حاجة في البيت خالص قبل الجواز بس علشان خاطرك ح أشيله المرة دي بس ما تتعوديش على كده
رديت عليه بدلال اكبر: وفيها ايه لما أتعود ؟ هو حرام لما حبيبي يدلعني ويريحني ؟ ده انت كده تثبت لي انك بتحبني بجد ومش عاوز حبيبتك تتعب
رد بنفاذ صبر: يا ستي هو الحب عندك اني أكنس وأغسل الحلل ؟
أنا: وانت الحب عندك انك ترتاح وترمي كل الحمل على أكتافي انا؟.. يعني ازاي أكون باحب انسان وألاقيه تعبان جدا وماأحاولش اني أساعده بأبسط مساعدة؟
عمر: يا حبيبتي انا بارجع تعبان وعاوز ارتاح ومش معقول أشتغل جوة البيت كمان
أنا: يا حبيبي يعني انت بتشتغل أكثر من الرسول عليه الصلاة والسلام اللي كان قائد أمة بحالها ؟
عمر: عليه الصلاة والسلام لا طبعا وانا اجي جنبه ايه ؟
أنا: طيب يا سيدي الرسول عليه الصلاة والسلام كان بيعمل عمل أهل البيت طول ماهو موجود معاهم يعني بيساعدهم.. شوفت بقي يا سي السيد ؟
وأحب ان ينهي الحوار عندما وجد نفسه سينهزم وقال بنفاذ صبر: طيب طيب يا سارة سيبيني أغيّر هدومي علشان آكل وأنام شوية
وأحسست ان الموضوع ح يقلب بحرب وانا لسه في بداية حدوتة جوزك على ما تعوديه!!.. فابتسمت وقلت له برقة: طيب يا حبيبي قدامك 3 دقايق تغير فيهم هدومك علشان أكتر من كده حتوحشني ويمكن أبلغ البوليس ولا حاجة
فابتسم لي بغرور ولم يرد
يا عيني على عقل الرجالة
*********[/size]
حضّرت الأكل سريعا وانا أدعي في سري ان يعجبه وان كنت أشك في ده.. بس ربنا يستر
والحمد لله الهامبورجر موجود برضه علشان الجيران ما يسمعوش صوتنا ويقولوا العروسة الجديدة بتنضرب علقة سخنة
وجلسنا سويا حول الاكل وحاولت حماية نفسي سريعا من العلقة المتوقعة فقلت له: دي أول أكلة يا حبيبي أعملها لك بايدي وانا عارفة اني لسه باتعلم الطبيخ بس كفاية اني عملتها لأحلى راجل في الدنيا علشان تبقي تجنن مش كده ؟
رد عليّ وقال: ربنا يخليكي لي يا حبيبتي انا مش قد الدلع ده كله.. ثم تذوق صينية البطاطس وكله أمل في الحياة وفي ثواني ظهرت على وجهه ملامح واحد يبحث عن رقم بوليس النجدة
ورديت بمنتهى الاستهبال: ايه يا حبيبي رأيك ايه؟
فرد باحراج من مقدمة الدلع الجامدة: تسلم ايدك يا حبيبتي !!! بس هي مختلفة شوية عن اللي انا متعوّد عليها
فرديت ببراءة الاطفال: ميرسي يا حبيبي بالهنا والشفا
قــال عمــر:
ياسلام يا واد يا عمر.. اول مرة أشوف البطاطس ليها طعم السبانخ المخلوطة بالذرة !!.. والرز شبه كورة القدم خماسية الاضلاع
أكلتين كمان من دول وييجي لي كساح
بس معقول أزعلها وهي عمالة تدلّع فيّ كده؟؟؟؟
ياااااالا ما احنا ياما أكلنا أكل حلو.. إدّيها هامبورجر واعمل نفسك من طنطا
قــالت ســارة:
الحمد لله عدّت على خير.. طيب لما أشوف ح يشيل معايا الاطباق ولا ح يستندل كالمعتاد فقلت: عمر ممكن تشيل معايا الاطباق لو سمحت؟
عمر: يوووه يا سارة كفاية طلبات أرجوكي
فرديت بمسكنة: طيب اسفة.. اني ضايقتك !! ومشيت بانكسار مفتعل وانا أحمل الاطباق فماهي الا لحظة واحدة وقام طبعا وقال لي: خليكي انتي يا حبيبتي انا حاشيلهم.. وانتي ارتاحي
ضحكت في سري من طيبته وأكملت خطتي بعد ما فرغ من الاطباق وقلت بدلال كبير: طيب يا حبييي ادخل انت نام شوية وانا ح أغسل الاطباق هو انا كنت عاوزة اتكلم معاك شوية قبل ما تنام بس مش مهم انا ح أغسل الاطباق لوووووووحدي وانت ادخل ارتاح.. بس تعرف انت واحشني وكنت عاوزة اتكلم معاك واحكي لك على اللي حصل كله النهاردة.. بس يوم تاني بقي
عمر: لا يا سارة يا حبيبتي سيبي الاطباق مش مهم وتعالى نقعد مع بعض شوية
أنا: أسيبها ؟ لا يمكن ابدا ابدا ابدا
عمر: طيب يا حبيبتي انا ح أساعدك وأغسلهم معاكي.. ما تهونيش على
أنا: انت أحلى زوج في الدنيا دي كلها.. وبجد وحشتني
قــال عمــر:
أخيرا جه يوم الجمعة.. يوم الاجازة
مفيش صحيان بدري ولا جري على الشغل
ياحبيبتي يا سارة نايمة زي الملاك.. تعبتْ جدا الاسبو ع ده.. بس اكيد ح تتعوّد وحيبقي الموضوع أسهل عليها وانا كمان بقيت أساعدها شوية بس علشان بحبها
فرصة والدنيا لسه هادية أقوم اقعد لوحدي شوية واقرأ الجرايد على رواقة واشرب كوباية شاي موزونة ومش ضروري فطار النهاردة
الله الشقة شكلها جميل اوي
الصبح.. الشمس داخلة من الشبابيك والستائر الحرير معطيه نعومة ورقة للبيت.. كل البيت ده بتاعي انا ؟! ده انا طول عمري لي اوضة واحدة في بيت والدي وكنت باعتبرها مملكتي الخاصة وناقص اكتب عليها ممنوع الاقتراب او التصوير!!.. فجأة الاقي لي شقة كاملة جميلة زي دي وانا راجل البيت ؟؟! احساس رائع باكتمال الرجولة يارب يديمه علينا
وجلستُ أقرا الجرائد في روقان وهدوء حتى مر الوقت وباقي ساعة على صلاة الجمعة.. فرصة أقرأ سورة الكهف قبل ان انشغل في اي حاجة تانية
قــالت ســارة:
اول مرة اصحى براحتي من اسبوووووع كامل مش مفزوعة من صوت المنبة الجبار.. صحيح الستات مفروض يقعدوا في البيت بس علشان يناموا براحتهم
ايه ده عمر فين ؟ الراجل طفش ولا ايه ؟ باضحك جدا لما اشوف في التليفزيون واحدة صاحية من النوم وقبل ما تفتح عينيها تتحسس مكان نوم جوزها كأنها بتدوّر على فردة شراب مثلا ! طيب ما تفتح عينيها أسهل وح تكتشف ان المذكور فلسع من بدري
تلاقيه طلع نام في الصالة ولاّ بيتكلم في التليفون.. لا مفيش وقت دي صلاة الجمعة قربت.. واقتربت لأشاهد منظر جميل طالما حلمت به قبل زواجي.. وجدت عمر يجلس تحت شباك الصالة وممسكا بالمصحف ويقرأ في خشوع بصوت رخيم وتجويد سليم حتى انه لم يشعر بوجودي
اقتربت لأجلس بجواره استمع اليه.. ولكني وجدت نفسي لا شعوريا أجلس تحت أقدامه.. فليس الرجل الغني او الوسيم هو من تعشقه المرأة.. ولكنه الرجل الذي يخشى الله
جلست على الأرض أستمع لسورة الكهف وكأني أسمعها لأول مرة.. سعدتُ من صوته الرخيم وخشوعه وأحاط بنا هدوء واطمئنان وكأن الملائكة يباركون اجتماعنا.. وانا اختلس النظر لوجهه وهو يقرأ لأستمتع بملامحه الخاشعة وأشكر الله على نعمته التي انعمها عليّ.. حتى انتهى من القراءة وجذبني من يدي لأجلس بجواره وسألني: ليه يا حبيبتي قعدتي على الأرض؟.. ده انتي تقعدي جوّه عيني
أنا: لا يا حبيبي حسيت انك كبير اوي وانت في حالة الخشوع دي ما قدرتش أقعد جنبك
عمر: ياااه انتي مكبرة الموضوع ربنا بس يتقبل.. وانتي متعودة على قراءة سورة الكهف كل جمعة؟
أنا: بصراحة ساعات ساعات مش دايما
عمر: لا يا حبيبتي ان شاء الله نقراها دايما سوا.. وبعدين خليكي شطورة واسمعي كلام عمو عمر علشان اديكي الهدية اللي جبتهالك امبارح
نطّيت بسرعة: ايه ده هدية ؟ كده وساكت من امبارح يا غلس؟
عمر: أصلهم مش هدية واحدة دول اتنين
أنا: كمان ؟ كفاية غلاسة بقى.. يالا مش قادرة استنى
رد بمكر ذو مغزى : طيب تدفعي كام ؟
فهمت مقصده وقلت له: مش عاوزة منك حاجة
ضحك وقال: طيب خلاص خلاص انا باضحك معاكي شوفي يا ستي دول أهم هديتين حتاخديهم في حياتك.. اول واحدة اتفضلي ياستّي.. تاتاتاتاتاتاتاتاتا
وفتحت لفة الهدية البرّاقة ثم صرخت بخيبة امل: يااااااااااااااسلام.. حصالة !!!!!!!!!!! لا والله وجاي على نفسك كده ليه؟ ودي أحط فيها مصروف البيت ولا أحوش لبنتك اللي في خامسة ابتدائي؟
عمر: ياساتر يارب.. استني شوية.. ايه ده مدفع رشاش؟ استني لما افهمك حتعملي بيها ايه ؟
انا: اتفضل يا عم الموفِّر
تجاوز عن التريقة ورد بصبر: دي يا ستي انا وانتي ح نحوش فيها كل يوم اي مبلغ ان شا الله جنيه واحد.. اي فلوس والسلام ونيجي اخر الاسبوع يوم الجمعة نفتح الحصالة ونتصدق بالمبلغ ده.. وبكده نكون كل يوم بنطلع صدقة حتى لو كانت بسيطة.. وممنوع انه يعدي يوم من غير اي صدقة حتى لو مش حناكل اليوم ده.. وبكد حنلاقي بركة في دخلنا غير عادية.. فهمتي يا حبيبتي ؟
رديت بانبهار وسعادة بالغة: ياخبر ايه الفكرة الروعة دي؟ جبتها منين دي؟
عمر: يعني موافقة ؟.. طيب نيجي للهدية التانية.. شوفي يا حبيبة قلبي.. ده مصحف مجزء لـ30 جزء.. حتيجي على الدرجين بتوع البوفيه وترمي كل الكوارث اللي فيهم وتفضّيهم خالص وتحطي أجزاء المصحف في الدرج اليمين.. وكل يوم انا وانتي كل واحد منا ياخد جزء محدد ويقراه.. ولما يخلصه سواء في يوم او كذا يوم يحطه في الدرج الشمال وياخد جزء جديد وهكذا لحد ما الدرج الشمال يتملي خالص نعرف ان انا وانتي ختمنا المصحف مرة.. وبعد كده نرجعه تاني للدرج اليمين وهكذا على طول.. ايه رأيك ؟
أنا: بجد مش عارفة أرد وأقول ايه غير اني أشكر ربنا انه أهداني بيك
عمر: بصي يا سارة الحب مش بيستمر بين الزوجين بالكلام الحلو ولا بالفلوس ولا حتى بالأولاد.. لكن بيستمر بطاعة ربنا وبركته لهم.. واحنا عاوزين بيتنا ده بيت طائع لله علشان ربنا يبارك لنا في حياتنا واولادنا اللي جايين ان شاء الله
أنا: ربنا يكرمك ويخليك لي يارب وتفضل كده على طول
عمر: ياااااااااااه ده انا كده ح اتأخر على الصلاة.. يالاّ بقى مع السلامة.. على فكرة ح اخرج مع اصحابي شوية بعد الصلاة وح ارجع على الغداء
أنا: طيب ما تنساش تدعيلي .......مع السلامة
خرج حبيبي وانا اودعه وأشكر الله على ان أهداني هذا الزوج.. ثم توضئت وصليت الظهر وجلست أقرأ سورة الكهف ووعدت نفسي الاّ أقطعها ابدا في اي يوم جمعة
ثم اخرجت محتويات درجين البوفيه ورصيت بالدرج الايمن كل الاجزاء وبدأت بأول جزء وسجّلت تاريخ هذه الختمة في ورقة صغيرة كي نعلم متى سننتهي منها.. ثم جلست أقرأ القران لفترة طويلة
.......
ثم قمت لتحضير الغداء والذي كان لحسن الحظ معونة انسانية من ماما بعد ما حكيت لها مأساتي مع الاكل وان ممكن اتطلّق وانا في شهر العسل من الكوارث اللي باعملها.. فالظاهر خافت اني ارجعلهم وهمّ ما صدقوا يخلصوا مني !!!! فطبخت لي كام صنف تحفة.. ربنا يخليكي لي يامشرفاني
أريد ان يكون هذا اليوم جميلا لأكافيء عمر على هداياه الرائعة.. اعددت الغداء وجمّلت السفرة بورود ورششت معطر جو هاديء وبدلت ملابسي لأرتدي عباءة ناعمة وتركت شعري منسدلا على كتفي وتعطرت وطلبت عمر فأخبرني انه مع أصحابه.. طيب وبعدين ؟
رنيت عليه ثانية فلم يرد.. ارسلت له رسالة: تعالى بقى يا عمر.. انت اتأخرت اوي..برضه لم يرد
أرسلت رسالة ثانية: يا سيدي كفاية تقل.. بجد وحشتنا
لم يرد
فأرسلت له الضربة القاضية: خلاص يا حبيبي.. خليك براحتك بس شهرزاد كان نفسها تشوفك اوي.. خلاص بقى تدخل تنام أحسن
وطبعا كما توقعت جاء بعد دقائق معدودة...... وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح تاااااااااااااااني
منقول وهذا للعلم