الصباحيّــة
قــالت ســارة
استيقظتُ من نومي وانا لا أدري اين انا.. وأخذتُ أتفحص المكان بدقة وانا أبحث عن حجرتي القديمة فلا أجدها ووجدت عمر نائم على السرير فانتفضت وكدت اصرخ فى وجهه.. ثم تذكرت كل شيء.. وأخذت أضحك في سرّي وانا أتذكر أمي وهي تقول لي: انتي يا سارة لما بتصحي من النوم ممكن تطلبي البوليس للّي قدامك عقبال ما تعرفي انتي فين ؟
عندها حق لازم اتخلص من العادة دى مش كل يوم ح أصحى الراجل مفزوع كده
وأفقت لأجد ان جرس التليفون يرنّ منذ فترة وخرجت على أطراف أصابعي حتى لا أوقظ عمر... ووجدتها ماما كما توقعت.. الحمد لله انها لم تكن حماتي
ماما: صباح الخير يا ست العرايس.. صباحيّة مباركة
أنا: صباح النور يا حبيبتي
ماما: انا ما نمتش خالص قلقانة عليكي
أنا: الحمد لله كويسة-آه لو الامهات تبطل القلق ده-
ماما: طيب يا سارة احنا ح نيجيلك بعد الضهر شوية
أنا: تنوّري يا ماما طبعا ماما أُحبطت من ردي.. خلاص فعلا حاسة ان لي حياة مستقلّة واني لست في حاجة اني أقول كل شيء لماما.. وبعدين عاوزة ماما تتعود على الوضع ده علشان ما يحصلش مشاكل بعد كده
وضعت السماعة لأجد التليفون يرنّ مرة أخرى.. واضح ان تليفوننا هو الوحيد في مصر.. لأجد مكالمة مشابهة من حماتي وانهم برضه ح ييجوا بعد الضهروالدعوة عامة وحتبقى لمّة
استيقظ عمر وهو يبتسم ويقول: صباح الفل يا حبيبتي اهو ده الصباح ولاّ بلاش.. بجد ملكة حتى وانتي صاحية من النوم
ابتسمتُ له وقلت أسدّ نِفسه بسرعة فأخبرته ان كل العالم ح ييجيلنا بعد الظهر يعني بعد ساعة تقريباً
ووجدته يقول: يا ستي يشرّفوا بس بجد المفروض ان الأهل يسيبوا العرايس شوية ياخدوا على الوضع الجديد وعلى الحياة الجديدة مش هجوم كده من أولها.. ماهمّ لسه سايبنّا من كام ساعة.. حيكون حصل لنا ايه يعنى؟.. وبعدين انا ما نمتش طول الليل من شخيرك يا سارة
شخيري !!!وكان ردي ان قذفته بكل مخدات الأنتريه ولقّنته درسا لا ينساه فى احترام حرمه المصون اللي هيّ أنا
عمـر: يا ساتر يا رب ده انتى شرّانية أوي.. الواحد ما يعرفش يهزّر معاكي شوية؟
أنا: لا يا سيدي ما عندناش رجالة يهزروا.. يالاّ تعالى نشوف ح نقدم للجماعة ايه ودخلنا المطبخ وأعددنا ما سنقدمه للضيوف واعدنا ترتيب المنزل علشان الناس اللي ح تيجي تتفرّج على الفرش الجديد وغيّرت ملابسي وارتديت طقم جديد وحذاء بكعب عالي لأول مرة وربنا يستر واعرف امشى فيه وخلاص بقى ح اعيش فى دور المدام.. وجدت الباب بيرن ووجدت الاسرتين سوا مش عارفة ازاي؟
لقيت نفسي مفروض أستقبل حوالي 18 فرد مرة واحدة.. ليه كده بس؟ما علينا.. المشكلة الأزلية ان الناس اللي بتيجي بتتفرّج على كل الشقة حتى المطبخ.. يعني المفروض ان اول ما الناس يشربوا حاجة أغسل الكاسات فوراً علشان الفرجة تبقى كاملة وهكذا لقيت نفسي تحولت الى نحلة مكوكية اشيل وأحط وأغسل وأفرّج الزباين.. أقصد الضيوف.. على الشقة حتة حتة
ومش عارفة ليه العروسة بتفتح النيش والدواليب وكل الفرش وكل الأطقم لكل واحد ييجي؟؟.. فعلا حرب المفروض الضيوف ييجوا يقعدوا في الصالون فترة بسيطة ويلقوا نظرة سريعة على الفرش ويباركوا ويمشوا وخلاص وبلاش التفتيش الذاتى ده.. لكن تقول ايه الواحد كان اتجوز فى الصين أحسن
قــال عمــر:
ايه الشغلانة دي ؟.. ده بيت ابويا ما كانش زحمة كده
الناس دي ح تمشى امتى؟
أنا تعبت.. وسارة ياعيني ما قعدتش لحظة ولمّا جيت أشيل معاها الصواني ماما قالت لي: يعني عمرك ما ساعدتني في البيت يا عمر ؟
الحمد لله ان سارة كانت فى المطبخ مش ناقصين نكد
قــالت ســارة:
وأخيراً أخيراً مشيوا وانا اكاد أبكى من التعب لأني اصلاً لسه تعبانة من مجهود الفرح.. حرام الظلم ده
وجدت ماما تميل على وهيّ ماشية وتقول لي خلى بالك من نفسك يا سارة وماتتعبيش نفسك (مش عارفة ازاى؟).. وعلى فكرة خالك وخالتك واولادهم جايين لكم بعد العصر شوية ...... وعمة عمر وجوزها واولادها جايين بالليل
حرااااااااااااااااااااااااام
قــالت ســارة :
يااااااااااه.. دى فعلاً حرب.. ايه كل المهنئين دول انا حاسة اني كنت عانس مثلا ومصر كلها مش مصدقة انى اتجوزت فجايين يتأكدوا بنفسهم أحسن تطلع اشاعة
ضيوف ضيوف ضيوف طول النهار والليل ومفروض أكون طول الوقت مستعدة ولابسة لبس فى منتهى الشياكة وكعب عالي حتى لو لطعونا ساعتين تلاتة مش مهم.. كعادة المصريين يقولوا لك: حنعدى عليك اخر النهارالكلمة دى بتثير جنوني.. يعني الساعة كام ؟ وطبعا لازم البيت يبقى مفيش فيه ذرة تراب او طبق في الحوض طوال اليوم علشان حملة التفتيش الذاتية وتكون النتيجة اننا مش عارفين نخرج ولا نتفسح ولا حتى الواحد يقعد على راحته حاجة تفلق
قــال عمــر:
هو الجواز ح يطلع مقلب ولا ايه يا رجالة؟؟؟
انا حاسس اني في الصين الشعبية رجالة وستات والكارثة في الاطفال اللي مش بيحلى لهم أكل الشيكولاتة ومسح ايديهم الا فى الصالون اللي الواحد دافع فيه دم قلبه.. واللي يفرس أكتر موضوع الهدايا ده.. كل واحد جت له هدية مش عاجباه ييجي ويديهالنا وطبعا احنا كمان مش محتاجينها وقليل جدا الهدايا النقدية.. الواحد بقى على الحديدة من مصاريف الجواز والفرح وقلنا ح تفرج من نقوط الفرح يقوموا يدوها هدايا مالهاش لازمة؟ ده الواحد كده مش ح يعرف يعمل منظر في شهر العسل ولا ايه و مش ح اعرف أفسح سارة فى مكان كويس ؟
شكلها كده ح ترسى على شقة خالي في اسكندرية مع سلفة ابوية لا ترد.. وربنا يستر وما تحصلش مشاكل
قــالت ســارة:
نقعت رجلي في ماء وملح من كتر الوقوف وأخذت قرص مسكن وانا أعاني من علامات كساح مبكر... ونزعت فيشة التليفون كي لا يتصل أحد اخر ويتحفني بالخبر الميمون: انه جاى في السكة
وأغمضت عيني.. وجدت عمر يضع يده على جبيني ويقول لي : سلامتك يا حبيبتى من التعب.. معلش انا ح اريحك حالا.. يالاّ قومي رتبي الشنط ح نسافر حالا
رددت كالملسوعة: ايه.. أقوم ؟.. وكمان نسافر حرام عليك انا ح اموت خلااااااااااص انا مش ح اتحرك ابدا من هنا
عمـر: يا حبيبتى مفيش حل تاني.. انا خلاص ح اتجنن من كتر الدوشة لازم نهرب من هنا ونستمتع بشهر العسل انتي ناسية اننا ح نرجع شغلنا بعد أسبوع ؟
أنا: طيب والفلوس يا عمر ؟
عمـر: ولا يهمك يا حبيبتي جوزك اتصرّف.. جيب السبع ما يخلاش
أنا: طيب والناس اللي عمّالة تيجي دي حيتجي ما تلاقيناش ؟
عمـر: أحسن.. يبقوا يقعدوا مع البواب.. والله ده انا مسافر مخصوص علشان اهرب منهم ونكون انا وانتي بس فى الدنيا
أنا: طيب مش أستأذن ماما وبابا الأول ؟ فنظر اليّ عمر بغضب هائل وقال لي: قومي دلوقتي يا سارة حضري الشنط حالاً حنسافر بعد ساعة.. قبل ما أفقد أعصابي
فانتفضتُ من أمامه لأحضر الشنط فورا وانا لا أعرف ماذا أغضبه الى هذا الحد.. علشان قلت أستأذن بابا طيب ما انا لسه مش واخده على دور المدام ده.. واضح اني متجوزة أسد وانا مش واخدة بالي
وفي السيارة أخدت بالي اني أول مرة أركب مع عمر لوحدنا كان احساس رائع والاجمل انى تركته هو يقود الدفة ويوجهنا الى حيث يشاء احساس جميل بالقاء المسئولية على الرجل وانتي تنعمي بالراحة والاطمئنان.. سبحان الله حتى القوامة للرجل التي تغضب منها النساء ما أجمله من احساس
وأغمضت عيني ونمت.. واستيقظت لأجد نسيم الاسكندرية الرائع وعمر يوقظني كطفلة صغيرة ويقول لي: قومي بقى يا عروسة.. وصلنا شقة خالي اللي حكيت لك عنها
وصعدنا الشقة ووجدتها صغيرة لكن مشرقة وجميلة وأخذ عمر يفرجني على جميع الغرف وخرجنا البلكونة لنستمتع بمنظر البحر الرائع ولكني وجدت فتاة جميلة وجذابة ذات شعر حريري وقوام ممشوق فى مثل سني تقريبا فى البلكونة المجاورة لنا تماما صاحت عندما رأت عمر وقالت بدلال كبير: حمدالله على السلامة يا عمر مش كنت تقول لى انك جاي ؟.. كده انا زعلانة منك
ثم انتبهتْ أخيراً الى الحشرة الموجودة بجواره اللي هي انا وقالت بتساؤل ممزوج بغضب: مين دي يا عمر ؟؟؟؟؟
منقول وهذا للعلم